إنّ ابن آدم منذ نشأته وليحافظ على حياته من التهديدات الخارجية اتّخَذَ له مكأنًا يلجأ إليه. ولكن أنظمة هذه الأماكن منذ القدم وحتى يومنا هذا ما هي إلاّ تكدّسات فوق بعض. وإنّ أنظمة كلّ الأبنية والآثار التاريخية الموجودة في بلدنا قد اُنشئت بنفس الأنظمة. وإنّ الزلازل والإنسان والكائنات الحية على وجه الأرض من إحدى القوات الكامنة والمتأثرة للحوادث. وكما تعلمون أنّ بلدنا يقع على إحدى خطوط الزلزال الموثّرة. وقد عانينا في الماضي ونعاني اليوم من هذه المخاطر وهذه حقيقة مؤلمة. وإنّ الأبنية المتكدّسة من الصعب أن تقف أمام هذه الدفعات من الزلازل. وطيلة هذه الفترة فضّل الإنسان تقوية هذه الأبنية المتكدّسة بالركامات والأحجار المتكسّرة طبقة بعد طبقة، فبنت جدارًا ثم وضع بجانبه ركام الأحجار ثم بنى جدارًا آخر، وهكذا وبهذا النظام زاد توسع الجدار وزاد معه الثقل، وكان نهاية هذا العمل هو زيادة سقوط الجدران بأخف زلزال. أمّا نحن فقد بنينا جداران ولكن دون تكديس التراكمات الحجارية بينها، وهكذا يكون الجدار محكمًا وغير ثقيلٍ بحيث في أي زلزال يتمسك الجداران ببعضهما دون أضرارٍ فيها. والنتيجة نرى نظام البناء يتحمّل كلّ التهديدات وبكلّ أريحة بإذن الله.

 

وقد استخدمنا في أبنيتنا هندسةً معماريةً في النطام الحامل أحجار متقطعة متوازنة مناسبة. ثم دقّقنا في هذه الأحجار خصوصية مكانيكيّتها وشكلها بصفة عامة فوجدناها أكثر تحمّلاً من الباطون أمام الضغوطات والحركات. وكذلك ثم التجربة في المختبرات على مدى تحمّل الجداران الحجرية الفردية والزوجية نظريًا وعمليًّا. ووضعنا فراغًا بين الجدارين مقداره 15 سم وربطنا الأحجار المتراصة ما بين الجدارين رابط بشكل المستطيل وبهذا يكون الجداران مترابطين ومتماسكين فيما بينهما و:انّه جدار واحد. وهذا النطام الحجري يجعل البناء أكثر تحمّلاً وتمسّكًا.

 

وبالنسبة لأرضية البناء (البلاط) نستخدم بروفيل الفولاذ مع مادة Kompozit ثم تتصل مع الجدار بواسطة فولاذ الـ ankraj. وهكذا يقل ثقل البناء ويقل معه ثقل الزلزال الآتي على البناء. وسنملأ الفراغ بين الجدارين العوازل والخطوط الكهربائية، بحيث نتخلص من رؤية الأشياء التي لا نريد رؤيتها. ثمّ إنّ العوازل مهمة جدًا في الأبنية للحفاظ على البرودة أيام الصيف والحرارة داخل البناء في أيام الشتاء وهذا يعني الاقتصاد المنشود.